∆∆∆ في ضِيافة عمّار ∆∆∆
و أنا أبحثُ عن قَول سَديد
و طِمْر أرتَق به تَعابيري
و أسدُّ به رمَقي الشّديد
تلَقّفَني، و لله رِجال
ذو شارب، وبَصرٍ حَديد
و كُل النّعوت الحسَنة
فيه نُصِبت، و الحالْ
جوّاد كالرُّكام المُغيث
و حُلو اللَّغوِ والهَفهَفَة، كنسيم صَيف
و أقسَم أني عنده ضَيف
بين جَبَليْ التِّيه و الإدراك
نصَب مِحفظتَه خَيمةً،
وَلَجَها كصَارِمٍ بالغِمد أمامي و قال:
تعال، تفضٌل
فَرَش لنا مَعرِفة ملَوَّنة
و ٱتّخذنا القصائد مُتّكأً…
وٱختَرنا مِن بينها الحِسان
و فَوق طاولة ثُلاثية الأفعال
صَفحةُ مُقدّمة عبد الرحمان
مُحاطة بالمبتدأ والخبر …
التقط حروف عِلّة مُتناثرة كالحبال
و ألقاها برُكن الجملة..
و مدَّ لي كأسا بالشّمال
و جَزَم لي أنّه دراية تُسال
تُداويني مِن الجهل والسؤال..
ولِلجهل في النفس عَطسٌ و سُعال
التَهَمْنا مِن الكتاب (صِحافا )،
سمَك الوَافر
و قَرنيط الرّجز
و بعض جَراد الرّمل
و تُونة الحُرّ…
عمّار لا يَشرب خمرا
إنما يُعاقر شِعرا
و لا أظنّه يمتلِك للسَّكَر المَال…
الليل بارد بين الجبال،
لكننا تَدثَّرنا بالأحاديث الطّوال
و طوَينا الأرض
ونحن ثابتان، ممنوعان من الصرف..
لمْ نَغفُ،
ولا كَحَّل الأجفانَ كَرى
لأنّ ليلتنا اعتراضية
لا تُحتسَب في التقويم والآجال ..
علي الميساوي
Presented by: Dr. Amal Bou Harb